نشرت في
2017/09/18 و تم طلب نسخة الطباعة في
2024/10/14
نشر في
[أرقام]
تمر أمامنا صفقات عدة كل شهر، من بيع أو شراء أو استحواذ أو زيادة رأس مال شركات صغيرة إلى متوسطة الحجم، وتختلف معايير تسعير كل منها، مما يجعل آلية ومعايير تقييم تلك الشركات غير واضحة أو مباشرة، وهو ما يجعلنا نتجه هنا إلى ما يسمى بالذكاء الصناعي، والذي به تستخرج النتائج المحاسبية بعد مرورها على معادلات تم وضعها بشكل مختلف بناء على معطيات سابقة أو لاحقة قام باستخراجها هذا الذكاء. قمت بإنشاء تقنيتان للمحاسبة، مكرستان للنطاق العام، تقوم إحداهما باستخراج دراسة الجدوى والأخرى تقوم بتوفير دراسة ترشيد إنفاق شخصي. كلا التقنيتين تعملان وفق معادلات ثابت، وتستخرجان من المعطيات نتائج تختلف بسبب اختلاف المعطيات فقط.
إن من يستخدم تلك التقنيات المحاسبية لاستخراج دراسة الجدوى لا شك في أنه صاحب المشروع، ولا يمكن أن يكون شخص آخر! ولكن، ماذا عن تقييم الشركات؟ فإن كانت شركة ما مدرجة للبيع أو الشراء أو الاستحواذ أو زيادة رأس المال، فهناك أطراف عدة قد يودون استخدام أداة لتقييم هذه الشركة قبل الإقبال على أي تصرف تجاهها. ولكن، تنهى صفقات البيع أو الشراء أو الاستحواذ أو زيادة رأس المال بعد مفاوضات مع الطرف الآخر في العملية، فكيف يمكن للصفقة أن تتم ويكون بها الطرف المستخدم لتقنية تقييم الشركات - التي سنبرمجها قريبا - هو الرابح؟
دور الذكاء الصناعي هنا هو طلب معطيات مختلفة لنوع الطرف الذي يستخدم تلك التقنية. فإن كانت معادلتك المعتادة هي أن قيمة المشروع تعادل سبعة أمثال الهامش الربحي السنوي على سبيل المثال، فسيكون سقف المفاوضات لديك هو السبعة أمثال إن كنت شاريا. أما إن كنت بائعا فحدك الأدنى هو السبعة أمثال على سبيل المثال. ولكن، ماذا لو كنت شاريا، وبيدك القدرة المالية والإدارية في مضاعفة الهامش الربحي بعد الشراء سواء بزيادة المبيعات أو بتقليل التكاليف؟ ألا تعتقد بأن تقييمك بالسبعة أمثال ليس ما يجب أن يكون حدك الأعلى للشراء أو الاستحواذ أو زيادة رأس المال؟ وماذا لو كنت بائعا، وكنت على يقين بأن مجال المشروع لن تستمر قوته السوقية إلا لسنوات معدودة، ألا تعتقد بأن الحد الأدنى للمفاوضات يجب أن يكون ينخفض أكثر؟ بالطبع نعم! ولكن، ما هي حدودك في المفاوضات؟ هنا يأتي دور الذكاء الصناعي في استخراج المعادلات المثلى، والتي تستخرج من المعطيات نتائج تستطيع من خلالها أن تكون واثقا في قرار بيع أو شراء أو استحواذ أو زيادة رأس مال أي شركة صغيرة كانت أم متوسطة. لا يجب أن نستمر في اعتبار البرمجيات لتقوم بتكرار عملياتنا الحسابية فقط، بل علينا تطوير تلك البرمجيات لتقوم بنفسها في رسم برمجيات فرعية بمعادلات جديدة تأصلت بناء على معطيات مختلفة ومستخرجة من خلال البرمجيات الأولية، وتقوم بدورها في اعطائنا نتائج نهائية أكثر دقة.
ومن يعلم، قد يأتي اليوم - قريبا - الذي نرى به الذكاء الصناعي يقود قرارات شركات بشكل كامل، وما دور الملاك والمدراء إلا أن يطبقوا تلك القرارات للتغلب على المنافسين من خلال رفع الحصة السوقية، ولتحقيق أعلى سقف ربحي.